
يوميات العزل وأشياء أخرى
الخميس السابع من رمضان ١٤٤١ الموافق ٣٠ ابريل ٢٠٢٠
أكتب اليوم بعد أشهر طويلة من الانقطاع عن التدوين ، لست متأكدة عن ماذا سأكتب ولكنني سأتركها بشكل عفوي حسب تدفق افكاري ..
- وصلتني البارحة شحنة انتظرتها لمدة شهر كامل من ايكيا وكانت سعادتي بها لا توصف، كنت قد قررت تناسيها منذ أن وصلتني رسالة منهم يتوقعون تأخر الشحنة في ظل الظروف الراهنة، وعندما تفاجأت باتصال المندوب رقصت وغنيت ههه .. الاشياء التي طلبتها كانت بسيطة ولكنها تضفي لمسات فارقة و محببة لمكتبي المنزلي. أعدت ترتيب مكتبتي وقلصت حجم أشيائي إلى النصف .. كنت في الماضي أفضل المكاتب الصغيرة ثم اصبحت أفضل الكبيرة جدا، أما الأن أمتلك مكتب صغير مع مساحة تخزين ذكية
- أعتقد أننا تجاونا شهر ونصف من الحجر المنزلي .. كم كانت الفكرة صعبة بالبداية ومملة ولكننا مالبثنا أن اعتدنا الروتين الجديد وأحببناه .. ومع دخول شهر رمضان أصبح الروتين أكثر استرخاء وحميمية. لم يأخذ الامر إلا عدة اسابيع حتى استطعنا التأقلم و الإعتياد .. الأمر أسهل مما ضننا
- بالنسبة للعمل من المنزل فلم يتغير علي شيء، فأنا أعمل من المنزل منذ سنوات طويلة، أفضل هذا الأسلوب وأرتاح له كثيراً، لكن تغير علي وجود أسرتي الصغيرة طوال اليوم في المنزل + التزامي بمهمة تدريس ابنتي حتى نهاية الترم الدراسي + صنع الطعام بشكل كامل في المنزل .. بعض أيامي تكون هادئة وبعضها مليئة بالمهام حتى نهاية اليوم .
- أتذكر نداءات الكثير في تويتر لاستغلال هذه الفترة بتحقيق مشاريع وأهداف كانت مؤجلة وأن من لا يستغل هذه الفتره فقد ضيع عليه كنزاً ثميناً .. لم تعجبني نبرة اللوم ، فهذه الفترة ربما يكون بها الكثير من الاوقات الفارغة ولكن عقولنا مشغولة وقلقة ولسنا بذلك المزاج الذي يسمح بتنفيذ تلك الخطط المؤجلة .. من لا يملك المزاج فلا تلمه ومن يملكه فهذا رائع .. كان هذا رأيي حتى ١٠ أيام مضت .. الأن أشعر بالاستقرار النفسي ولم يعد الامر يشغل بالي .. بدأت بشكل عفوي غير مقصود بالرياضة المنزلية وبدأت أتعلم عن بعد فنون الرسم بالألوان المائية .. لقد استعدت نفسي.
أكثر الأشياء بهجة هي تلك التي نكتشفها على الطريق
- أستمتع باستكشاف مكتبتي بين وقت وأخر كأنني أراها لأول مرة.. أجد بعض الكتب التي خططت لقرائتها ثم نسيت أو قرأتها منذ زمن وأتفحصها الأن بعيون جديدة، كلما كانت الأشياء حولنا تشبهنا كلما ازددنا سلاماً وسعادة

- انتهيت قبل فترة من رواية “مكتبة ساحة الأعشاب” للكاتب إيريك دي كيرميل، من أكثر الروايات المحببة لقلبي ولم أتمنى أن تنتهي أبداً عن كاتبة انتقلت مع زوجها لقرية صغيرة لتبدأ رحلة من الاكتشافات بعد ان قررت شراء مكتبة القرية

- أقرأ الأن رواية “آيدا بي “ الكترونياً للكاتبة كاثرين هانيغان وهي رواية عن فتاة صغيرة ذكية تبحث عن المتعة بعيداً عن المهام اليومية

- اكتشاف اليوم رواية “بعبارة أخرى” للكاتبة الأمريكية من أصل بنغالي “جومبا لاهيري“، بين صراع اللغة في المنزل وفي الشارع قررت اتخاذ طريقها الخاص بتعلم اللغة الإيطالية لتكتب روايتها بالإيطالية .. اكتشفت هذه المدونة عرضاً أثناء بحثي عن كتبها، فيها ترجمات لقصص ولقاءات معها تبدو ممتعة للاستكشاف. أضفت الرواية لقائمة القراءات القادمة .

- شاهدت الكثير من أفلام ستديو غيبلي في الشهرين الماضيين، متعة بصرية وروحية لا تتوقف، الجميل بالأمر أن غالبية أعماله أضيفت على نتفليكس مع الترجمة، فكلما انتهيت من واحد انتقل إلى الأخر. منها: قلعة هاول المتحركة/جاري توتورو/مطر الذكريات/عندما كانت مارني هنا/ همس القلب /بوركو روسو / سر عالم اريتي ( المفضلة لدي بالخط العريض )
- مقالة على موقع هارفارد بيزنس ريفيو : لما ينبغي عليك أن تمضي وقتاً أقل في العمل ومزيداً من الوقت في ممارسة هواياتك
- استمتع هذه الفترة بمراقبة صغيرتي وهي تحاول إثبات استقلاليتها وأن بلوغها تسعة أعوام بإذن الله بعد شهر من الان ليس حدث عادي، صنعت لي ولجدها عجة بيض شهية، ولا تتوقف عن محاولة إسعادي بكوب من الشاي أو مشاركتي بعمل مهمة صعبة . هذا الروتين جعلني ألاحظ أكثر تلك التفاصيل الصغيرة والكبيرة، كم نملك من نعم عظيمة اعتدناها وهي تستحق عبادة الشكر
- أيه للتأمل: ” الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿191﴾ أل عمران
ملاحظة: المدونة كانت متوقفة منذ فترة وبعد أن عادت الأن قررت التدوين فوراً ، وسأضيف التدوينات السابقة خلال عدة أيام
